نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 483
بن عياض
والإمام أحمد وسهل بن عبدالله والجنيد ثم الطائفة، فذكر عن الإمام جعفر الصادق أنه
سئل عن الفتوة فقال للسائل:(ما تقول أنت؟) فقال:(إن أعطيت شكرت وإن منعت صبرت)،
فقال:(الكلاب عندنا كذلك)، فقال السائل:(يا ابن رسول الله a فما الفتوة عندكم؟)، فقال:(إن أعطينا آثرنا، وإن
منعنا شكرنا)
وقال الفضيل
بن عياض :(الفتوة الصفح عن عثرات الإخوان)، وقال الإمام أحمد، وقد سئل عن الفتوة:(ترك
ما تهوى لما تخشى)، وسئل الجنيد عن الفتوة فقال:(لا تنافر فقيرا ولا تعارض غنيا)،
وقال الحارث المحاسبي:(الفتوة أن تنصف ولا تنتصف)، وقال عمر بن عثمان المكي:(الفتوة
حسن الخلق)
ويعبر الدقاق
عن كمال الفتوة، فيقول:(هذا الخلق لا يكون كماله إلا لرسول الله a، فإن كل أحد يقول يوم القيامة نفسي نفسي، وهو يقول أمتي
أمتي)[1]
وعرف صاحب
المنازل منبع الفتوة وأصلها، فقال:(أن لا تشهد لك فضلا، ولا ترى لك حقا)، وقد شرحه
ابن القيم بقوله:(قلب الفتوة وإنسان عينها أن تفنى بشهادة نقصك وعيبك عن فضلك
وتغيب بشهادة حقوق الخلق عليك عن شهادة حقوقك عليهم)[2]
والحكايات
والقصص الورادة عن هؤلاء الفتيان تبرز ناحية مهمة، وهي التنافس على الأخلاق
العالية النبيلة، ووجود التنافس على الخير في المجتمع يرفع المجتمع إلى آفاق عالية
من التحضر، ولهذا مر المجتمع الإسلامي بفترات يكاد يعدم فيها الفقر لكثرة من
يتنافس على الرحمة بالفقراء وخدمتهم.
ومن تلك
الحكايات، وهي متعلقة بجانب من الفتوة، وهو التغافل عن عيوب الغير