responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 482

لربه على نفسه وينصف من نفسه ولا ينتصف ولا ينازع فقيرا ولا غنيا ويستوي عنده المدح والذم والدعاء والطرد ولا يحتجب ولا يدخر ولا يعتذر ويظهر النعمة ويحقق المحبة سرا وعلنا فإذا قوي على ذلك فهو الفتى وإذا اجتمع قوم على ذلك وتعاهدوا عليه فنعم ما هو)[1]

وهي قريبة من المروءة، وإن كان (المروءة) أعم منها، لأنها ـ كما يعرفها ابن القيم ـ (استعمال ما يجمل ويزين مما هو مختص بالعبد أو متعد إلى غيره، وترك ما يدنس ويشين مما هو مختص أيضا به أو متعلق بغيره)[2]

و (الفتوة) بهذا الاسم لم يرد ذكرها في القرآن الكريم، ولا في السنة المطهرة، ولا حرج في ذلك، فكثير من المصطلحات حدثت في الأمة بعد عصر الرسالة، قال ابن القيم:(وهذه منزلة شريفة لم تعبر عنها الشريعة باسم الفتوة، بل عبرت عنها باسم مكارم الأخلاق..فاسم الفتى لا يشعر بمدح ولا ذم كاسم الشاب والحدث، ولذلك لم يجىء اسم الفتوة في القرآن ولا في السنة ولا في لسان السلف وإنما استعمله من بعدهم في مكارم الأخلاق.. وأصلها عندهم أن يكون العبد أبدا في أمر غيره)[3]

ولا ضير في كل هذا، لأن الشرع لا ينهى عما يتعارف عليه الناس من صيغ التعبير، وإنما ينهى عن إدخال ما ليس من الدين في الدين، ولعل هؤلاء اضطروا إلى هذا الاصطلاح، لعدم ورود ما يدل عليه منفصلا عن غيره، لأن مكارم الأخلاق شاملة، لا تختص بخدمة الغير فقط.

وقد ذكر ابن القيم أن أقدم من تكلم في الفتوة الإمام جعفر الصادق، ثم الفضيل


[1] فتاوى السبكي: 2/548.

[2] مدارج السالكين:2/340.

[3] مدارج السالكين:2/340.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست