responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 481

الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)[1]، وقال a:(المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا) وشبك بين أصابعه[2]، وقال a:(والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه)[3].

وقد ظهر في المجتمعات الإسلامية من يهتم بهذا الجانب، ويوليه العناية الخاصة، كما ظهر من يهتم بكل جانب من جوانب الدين ويختص فيه.

وقد أطلق على هؤلاء المهتمين بهذا الجانب لقب (الفتيان)، وأطلق على سلوكهم (الفتوة)، ولعل هذا الاصطلاح ناشئ من أن أكثر من يتخصص في هذا الجانب يكون من الفتيان والشباب[4]، كما نجد في وقتنا أكثر من ينتسب للكشافة من الشباب والأحداث.

وقد عرف ابن القيم (الفتوة) باعتبارها منزلا من منازل السائرين، فقال:(حقيقتها هي منزلة الإحسان إلى الناس، وكف الأذى عنهم، واحتمال أذاهم، فهي استعمال حسن الخلق معهم، فهي في الحقيقة نتيجة حسن الخلق واستعماله)[5]

وعرفها السبكي، فقال:(والفتوة من أعظم خصال الخير جامعة كمال المروءة وحسن الخلق والإيثار على النفس واحتمال الأذى وبذل الندى وطلاقة الوجه والقوة على ذلك، حتى تكون فتوته على ذلك فتوة الفتيان والصفح عن العثرات ويكون خصما


[1] رواه البخاري ومسلم.

[2] رواه البخاري ومسلم.

[3] رواه مسلم.

[4] اتفق المتحدثون على الفتوة على أن أصلها من الفتى، وهو الشاب الحديث السن، قال الله تعالى عن أهل الكهف: ﴿ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً﴾ (الكهف:13)، وقال عن قوم إبراهيم u إنهم قالوا: ﴿ سَمِعْنَا فَتىً يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ﴾ (الانبياء:60)، وقال تعالى عن يوسف u: ﴿ وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ﴾ (يوسف:36)، وقال: ﴿ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ﴾ (يوسف:62)

[5] مدارج السالكين:2/340.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 481
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست