نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 480
ولا استعداد.
وهو مطارد، من خلفه اعداء لا يرحمون. ولكن هذا كله لا يقعد به عن تلبية دواعي
المروءة والنجدة والمعروف، وإقرار الحق الطبيعي الذي تعرفه النفوس)[1]
وإلى هذا
الأصل الإشارة ـ كذلك ـ بقوله تعالى في وصف نبينا محمد a:
﴿ وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُنِيراً﴾ (الأحزاب:46)،
فقد اعتبر تعالى محمدا a سراجا منيرا للخلق، فهو شمس أرواح
الخلائق، ونور قلوبهم، وأي خدمة أعظم من هذه.
وهي خدمة أو
خدمات تنطلق من رحمة عظيمة يمتلئ بها قلبه a
لأمته، قال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ
عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾
(التوبة:128)
بل كان a في حرصه على حصول الخير للخلق أنه يكاد يقتل نفسه
حزنا على إعراضهم عن الله، قال تعالى: ﴿ قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ
لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ
الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ﴾ (الأنعام:33)، وقال تعالى:
﴿ فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ (فاطر:8)، وقال تعالى: ﴿ فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ
نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً﴾
(الكهف:6)، وقال تعالى: ﴿ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا
مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء:3)
وإليه
الإشارة ـ كذلك ـ بقوله تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ
بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ﴾ (التوبة:71) أي يتناصرون ويتعاضدون ويخدم
بعضهم بعضا.
وقال تعالى
واصفا من استحق معية رسول الله a: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾(الفتح:29)
أما من
السنة، فقد قال a:(مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم
وتواصلهم بمنزلة