بل أخبر a أن كل منتفع بذلك العمل يصب في أجر صاحب العمل، فقال
a في إحياء الأرض:(ما من امرئ يحي أرضا فتشرب منها كبد
حرى أو تصيب منها عافية إلا كتب الله تعالى له به جرا)[2]، وقال a:(من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر، وما
أكلت العافية منها فهو له صدقة)[3]
وقال a في غرس الغرس:(ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا
فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كانت له به صدقة)[4]، وقال a:(ما من رجل يغرس غرسا إلا كتب الله له من
الأجر قدر ما يخرج من ثمر ذلك الغرس)[5]، وقال a:(ما
من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل منه له صدقة وما سرق منه صدقة، وما أكل السبع
فهو له صدقة، وما أكلت الطير فهو له صدقة ولا يرزؤه[6] أحد إلا كان له صدقة)[7]
النهي عن الترف:
وهو الأصل
الثالث من أصول الاستغناء عن الناس، لأن الشخص قد يعمل ويتكسب، ولكن مبالغته في
الترف، وفي إرضاء ما تتطلبه نفسه من شهواته قد يجعله فقيرا لغيره، مستعبدا
لشهواته، عالة على المجتمع.
وقد اهتم
علماء السلوك من المسلمين بهذا الأصل في التربية، وقد ذكره الغزالي
[1] رواه أحمد وعبد
بن حميد، والبخاري في الأدب وابن منيع.