نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 392
ويتيسر عليه،
فلا يكره له الاقتراح، وقد روي أن الشافعي كان نازلاً عند الزعفراني ببغداد، وكان
الزعفراني يكتب كل يوم رقعة بما يطبخ من الألوان ويسلمها إلى الجارية، فأخذ
الشافعي الرقعة في بعض الأيام وألحق بها لوناً آخر بخطه، فلما رأى الزعفراني ذلك
اللون أنكر وقال: ما أمرت بهذا؟ فعرضت عليه الرقعة ملحقاً فيها خط الشافعي فلما
وقعت عينه على خطه فرح بذلك وأعتق الجارية سروراً باقتراح الشافعي عليه.
ومن مظاهرها
أن لا يحوج مضيفه إلى الإلحاح عليه في الأكل، قال جعفر بن محمد :(أحب إخواني إليَّ
أكثرهم أكلاً وأعظمهم لقمة وأثقلهم عليَّ من يحوجني إلى تعهده في الأكل)
وينقل
الغزالي في ذلك عن بعض الأدباء قوله:(أحسن الآكلين أكلاً من لا يحوج صاحبه إلى أن
يتفقده في الأكل وحمل عن أخيه مؤنة القول)
4 ـ آداب المجالس
والمراد من
المجالس كل اجتماع للشخص مع غيره، سواء كان ذلك في مدرسة أو مسجد أو شارع، وسواء
كان ذلك جلوسا أو مشيا، وسواء كان ذلك بقصد أو بغير قصد.
فكل اجتماع
كثر أفراده أو قلوا مجلس من المجالس ينطبق عليه ما نصت عليه الشريعة من آداب.
وقد أشار إلى
هذا النوع من الآداب قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا
قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ
وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ
وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾
(المجادلة:11)
وهذه الآداب
لها أهميتها الاجتماعية الكبرى، لأنه لا يمكن أن يستفيد أي إنسان من غيره، ولا
يمكن له أن يفيده إلا إذا كان ذلك تحت ظلال الأدب الرفيع الذي أرشدنا
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 392