responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 391

ومن مظاهر التكلف ـ كما يذكر الغزالي ـ أن يقدم جميع ما عنده فيجحف بعياله ويؤذي قلوبهم[1]، ويروي في ذلك أن رجلاً دعا علياً فقال علي:(أجيبك على ثلاث شرائط: لا تدخل من السوق شيئاً، ولا تدخر ما في البـيت، ولا تجحف بعيالك)، وكان بعضهم يقدم من كل ما في البـيت فلا يترك نوعاً إلا ويحضر شيئاً منه.

وهذا لا يتنافى مع ما ذكرنا من إكرام الضيف، لأن الإكرام لا يكون إلا بالمقدور عليه، فالجود لا يكون إلا بالموجود كما يقال.

ومن مظاهر التكلف أن يدعو من لا يحب إجابته، قال سفيان:(من دعا أحداً إلى طعام وهو يكره الإِجابة فعليه خطيئة فإن أجاب المدعو فعليه خطيئتان)

خفة الضيف: ومن أول مظاهرها ـ كما يذكر الغزالي ـ أن لا يقترح ولا يتحكم بشيء بعينه فربما يشق على المزور إحضاره، فإن خيَّره أخوه بـين طعامين فليتخير أيسرهما عليه[2].

وهذا هو هدي رسول الله a، ففي الحديث:(ما خير رسول الله بـين أمرين إلا اختار أيسرهما)[3]

ويروى من ذلك من هدي السلف عن أبـي وائل قال: مضيت مع صاحب لي نزور سلمان فقدم إلينا خبز شعير وملحاً جريشاً، فقال صاحبـي: لو كان في هذا الملح سعتر كان أطيب، فخرج سلمان فرهن مطهرته وأخذ سعتراً، فلما أكلنا قال صاحبـي: الحمد لله الذي قنعنا بما رزقنا. فقال سلمان: لو قنعت بما رزقت لم تكن مطهرتي مرهونة.

وهذا إذا توهم تعذر ذلك على أخيه أو كراهته له، أما إن علم أنه يسر باقتراحه


[1] إحياء علوم الدين: 2/10.

[2] إحياء علوم الدين: 2/11.

[3] رواه مالك والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.

نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 391
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست