نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102
ينطلق من
غيرها، بل إن العقل نفسه ـ وهو أعظم طاقة إنسانية ـ قد يعزل عزلا تاما إذا ما
تعارض مع أي شعور من المشاعر الطاغية.
ولهذا، فإن
التربية السليمة ـ والتي لا تهتم بطلاء النشء طلاء سرعان ما تغيره الأيام ـ تنطلق
من هذا النوع من العبودية لتعبر إلى غيره.
وهي في تلك
الممارسة تثبت في نفس النشء جميع المعاني النبيلة والخلال الطيبة التي ستنبت بعد
ذلك السلوك الطيب والخلق العظيم.
وقد كان من
حكمة المربي الصالح محمد بن سوار أن ربى الولي الصالح سهل بن عبد الله التستري على
هذه العبادة قبل أن يربيه على العبادات الظاهرة، قال سهل: كنت وأنا ابن ثلاث سنين
أقوم بالليل فأنظر إلى صلاة خالي محمد بن سوار فقال لي يوماً: ألا تذكر الله الذي
خلقك فقلت: كيف أذكره؟ قال: قل بقلبك عند تقلبك في ثيابك ثلاث مرات من غير أن
تحرّك به لسانك، الله معي الله ناظر إليَّ الله شاهدي، فقلت ذلك ليالي ثم أعلمته
فقال: قل في كل ليلة سبع مرات، فقلت ذلك ثم أعلمته فقال: قل ذلك كل ليلة إحدى عشر
مرة، فقلته فوقع في قلبـي حلاوته، فلما كان بعد سنة قال لي خالي: احفظ ما علمتك
ودم عليه إلى أن تدخل القبر فإنه ينفعك في الدنيا والآخرة، فلم أزل على ذلك سنين
فوجدت لذلك حلاوة في سري، ثم قال لي خالي يوماً: يا سهل من كان الله معه وناظراً
إليه وشاهده أيعصيه؟ إياك والمعصية)
فإن هذا
النموذج التربوي يبين لنا البرنامج الذي وضعه محمد بن سوار ليغرس في قلب سهل معنى
مراقبة الله والشعور بحضوره والذي تنبني عليه جميع عبادات القلوب.
ولذلك نرى
أن على المربي الصالح أن يضع برنامجا يتناسب مع عمر من يربيه وقدراته بحيث يخلص من
ذلك البرنامج إلى نتائج تربوية صحيحة تعمق المعاني
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102