نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101
الفصل الثاني
البعد
الروحي في تربية الأولاد
يعتبر البعد
الروحي من أهم الأبعاد التربوية من ناحيتين:
الأولى: أنه
مدد للبعد الأول، إذ أن الإيمان ـ كما يقول العلماء ـ يزيد وينقص، يزيد بالطاعات،
وينقص بالمعاصي، ولذلك يكفي الاهتمام بهذا البعد لتحقيق معاني الإيمان وترسيخها عن
تكلف الأدلة الكثيرة التي قد لا تفيد شيئا مع من تلطخت روحه بالأهواء والشهوات
والشبهات.
الثانية: أنه
أصل غاية وجود الإنسان، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ
وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذريات:56)
والبعد
الروحي يقوم على ركيزتين أساسيتين لا غنى لإحداهما عن الأخرى، هما: عبودية القلب،
وعبودية الجوارح، وسنتحدث في هذ الفصل عن كلتا العبوديتين مع بيان الطرق التربوية
والأحكام الفقهية المتعلقة بهما.
أولا ـ عبادات القلب
نريد بعبادات
القلب: العبادات التي ليس لها جارحة تؤدى بها، ولا مظهر يدل عليها، وإنما هي
مجموعة مشاعر وأحاسيس يمتلئ بها القلب، وينفعل لها الوجدان، فهي عبادات الباطن كما
أن الشعائر التعبدية هي عبادات الظاهر.
ولكن هذه
العبادات مع بطونها وخفائها يمكنها أن تحول الإنسان عالما فريدا من الكمالات
والمواهب والطاقات.
وذلك لأن
الوقود الذي يحرك طاقة أي إنسان ينطلق من تلك المشاعر قبل أن
نام کتاب : الأبعاد الشرعية لتربية الأولاد نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 101