نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 222
وقد أشار القرآن الكريم إلى آداب الهجر بتسميته هجرا
جميلا، فقال تعالى آمرا رسوله a بالصبر، على ما
يقوله سفهاء قومه:﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً
جَمِيلاً﴾ (المزمل:10)
والجميل هو القيد الذي يجعل من الهجر أسلوبا من أساليب
الإصلاح لا وسيلة من وسائل الهدم، ومن الهجر الجميل أن يعدل معه، فلا يؤديه
اختلافه معه إلى أن يسلبه حقه ولو في الرأي، فليس من العدل رد الحق لكون صاحبه على
خطأ أو باطل ؛ قال معاذ :(اقبلوا الحق من كل من جاء به وإن كان كافراً أو قال:
فاجراً)، قالوا: كيف نعلم أن الكافر يقول الحق ؟ قال: (على الحق نور)
د
ـ الضرب:
وهو آخر أسلوب قد يضطر إلى استعماله المربي في حال عدم
نجاح كل الأساليب السابقة، ابتداء من الموعظة، ويشير إليه من القرآن الكريم قوله تعالى: ﴿ وَاللَّاتِي
تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ
وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً﴾ (النساء:34)، فقد جعل الله تعالى الضرب
وسيلة من وسائل التأديب تختص بصنف معين من النساء وفي أحوال معينة من النشوز.
ويشير إليه إشارة غير مباشرة قوله تعالى:﴿ وَخُذْ
بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً
نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ (صّ:44)
ويشير إليه استعمال الشرع لهذا الأسلوب في الردع عن
الجرائم الكبرى التي تستدعي المواقف الصارمة، كردع المحاربين، كما قال تعالى:﴿ إِنَّمَا
جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ
فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ
وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ
فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (المائدة:33)
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 222