نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 221
يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى
يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلا
تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ (الأنعام:68)،
فالله تعالى نهى عن الخوض معهم فيما هم فيه من الباطل، وهو نهي مؤقت حتى يخوضوا
في حديث غيره، في كلام آخر غير ما كانوا فيه من التكذيب.
ومثل هذا ما جاء في الآية الأخرى، قال تعالى:﴿
وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ
يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا
فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ
وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً﴾ (النساء:140)، فقد جعل الله تعالى
الجالس المشارك في مرتبة المستهزئ، لأن الجلوس قد يكون نوعا من الإقرار، ولهذا قال
a:(من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار
عليها الخمر)[1] لأن
الجلوس عليها إقرار على الاثم.
أما الموطن الثاني، فهو هجر لغاية
استصلاح أمر دنيوي، وهو حق محض للعبد، وفي مثل هذا ورد النص بجواز هجر المسلم بما
دون ثلاث ليال، كما قال a:(لا تناجشوا ولا
تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً، ولا يحل لمسلم أن
يهجر أخاه فوق ثلاث ليال)[2]
ومن هذا النوع من الهجر هجر الوالد لولده، والزوج
لزوجته، وهو ليس محدودا بالثلاث، فقد هجر النبي a نساءه
شهرا، قال الخطابي:(فأما هجران الوالد ولده والزوج لزوجه، ومن كان في معناهما فلا
يضيق أكثر من ثلاث، وقد هجر رسول الله a نساءه شهراً)[3]
[1]
رواه الترمذي: كتاب الأدب باب ما جاء في دخول الحمام رقم (2801)قال: حسن غريب.