نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199
الرواية الأخرى في صحيح البخاري (إنك لعريض القفا)، لأن
من يكون هذا وساده يكون عظم قفاه من نسبته بقدره، وهو معنى الرواية الأخرى (إنك
لضخم)
انطلاقا من هذه الأدلة على جواز استعمال القول الغليظ
في محله، فإن هذا الجواز أو هذه الرخصة مقيدة بضوابط تجعل منها وسيلة تربوية شرعية،
بدل أن تصبح إفرازا من إفرازات الهوى، فتنعكس آثارها إلى غير ما قصدت له، وهذه
القيود هي:
أ ـ الضرورة:
لأن الأصل في حكم استعمال القول الغليظ الحرمة، كما
وردت على ذلك الأدلة الكثيرة:
فقد اعتبر القرآن الكريم لين رسول الله a
ورحمته هي السبب في اجتماع الصحابة عليه، ثم بين أنه لو كان سيء الكلام غليظ القلب[1]
لانفضوا عنه وتركوه، ولكن اللّه جمعهم عليه، وألان جانبه لهم تأليفا لقلوبهم.
وكذا كان وصف رسول الله a في
الكتب السالفة، كما قال عبد اللّه بن عمرو :(إني أرى صفة رسول اللّه a في
الكتب المتقدمة: أنه ليس بفظ، ولا غليظ، ولا صخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة
السيئة، ولكن يعفو ويصفح)
ومن الأدلة قوله تعالى:﴿ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ
الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا
بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً﴾ (الأحزاب:58)ففي الآية تحريم صريح لإذية
المؤمنين، والقول الغليظ نوع من أنواع الإذية، قال القرطبي:(وقد قيل: إن من الأذية
تعييره بحسب
[1]
غلظ القلب عبارة عن تجهم الوجه، وقلة الانفعال في الرغائب، وقلة الإشفاق والرحمة،
ومن ذلك قول الشاعر:
يبكى
علينا ولا نبكي على أحد؟ لنحن أغلظ أكبادا من الإبل
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 199