نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198
جاهلية، إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم، فمن كان
أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم من العمل ما لا
يطيقون، وإن كلفتموهم فأعينوهم)[1]
فقد اشتد رسول الله a في
خطاب أبي ذر مع عظيم صحبته وصدق إيمانه لعظم ما صدر منه، قال ابن حجر:(وإنما
وبخه بذلك على عظيم منزلته عنده تحذيرا له عن معاودة مثل ذلك لأنه وأن كان معذورا
بوجه من وجوه العذر لكن وقوع ذلك من مثله يستعظم أكثر ممن هو دونه)
وقد يدخل في هذا ـ على حسب بعض الأقوال التفسيرية ـ ما
روي عن عدي بن حاتم قال: لما نزلت هذه الآية:﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ
الْفَجْرِ ﴾ (البقرة:187)عمدت إلى عقالين أحدهما أسود والآخر أبيض، قال:
فجعلتهما تحت وسادتي، قال: فجعلت أنظر إليهما فلما تبيَّن لي الأبيض من الأسود
أمسكت فلما اصبحت غدوت إلى رسول اللّه a فأخبرته بالذي
صنعت فقال:(إن وسادك إذن لعريض إنما ذلك بياض النهار من سواد الليل)[2]، وفي
بعض الألفاظ (إنك لعريض القفا)، فقد فسره بعضهم بالبلادة.
ولا نرى صحة هذا، فرسول الله a أكرم
من أن يقول له مثل هذا، وأحسن من هذا[3] ما
ذكره القاضي قال:(معناه إن جعلت تحت وسادك الخيطين الذين أرادهما
الله تعالى وهما الليل والنهار فوسادك يعلوهما ويغطيهما وحينئذ يكون عريضاً، وهو
معنى
[3]
وقد فسره بعضهم بأنه كناية عن السمن لكثرة أكله إلى بيان الخيطين، وقال بعضهم:
المراد بالوساد النوم أي إن نومك كثير، وقيل: أراد به الليل أي من لم يكن النهار
عنده إلا إذا بان له العقالان طال ليله وكثر نومه.
نام کتاب : أساليب التربية وضوابطها الشرعية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 198