نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48
أن يسقط لستة أشهر على الأقل:
وقد اختلف
الفقهاء في اعتبار هذا الشرط على قولين:
القول الأول: أن الدية الكاملة إنما تجب فيه إذا كان
سقوطه لستة أشهر فصاعدا، فإن كان لدون ذلك، ففيه غرة، كما لو سقط متألما وهو قول
أحمد والمزني، لأنه لم تعلم فيه حياة يتصور بقاؤه بها، فلم تجب فيه دية، كما لو
ألقته ميتا.
القول الثاني: أنه يستحق الدية
كاملة، إذا علمت حياته، ولو كان دون ستة أشهر، وهو قول الشافعي؛ لأننا علمنا حياته،
وقد تلف من جنايته.
الترجيح:
نرى أن
الأرجح في المسألة هو التفريق بين حالتي العمد والخطأ، فيشدد على المتعمد، لأنه قد
يتخذ من ذلك ذريعة لإجهاض الجنين قبل بلوغ ستة أشهر، حتى لا تجب عليه الدية كاملة،
وقد نصت الشريعة على أن من كان حاله هذا يعامل بخلاف مقصوده، والنماذج الفقهية
الدالة على ذلك كثيرة لا يمكن ذكرها هنا.
أما إن كان
مخطئا، فتجب عليه الغرة، لأن الجنين في هذه السن لا تمكن حياته، فإن قال الأطباء
بإمكانها، وأن الجناية هي سبب موته وجبت عليه الدية كاملة، بناء على ما سبق من
التفريق بين موته بسبب الضربة أو بغيرها.
الحالة الثانية: سقوط
الجنين ميتا:
اتفق الفقهاء على أن الواجب في الجناية
على الجنين إذا سقط ميتا دية خاصة به أطلق عليها الشرع مصطلح الغرة[1]، وقد ذكر ابن قدامة القول بوجوبها عن أكثر العلماء،
[1] تطلق الغرة في لاصطلاح
الشرعي على ما فوق الواجب من الوجه في الوضوء، وتطلق أيضا على ما يجب في الجناية
على الجنين، وهو المراد هنا، وتطلق الغرة في أصلها اللغوي على الشيء النفيس آدميا
كان أو غيره ذكرا كان أو أنثى، وقيل أطلق على الآدمي غرة لأنه أشرف الحيوان، فإن
محل الغرة الوجه والوجه أشرف الأعضاء، انظر: فتح الباري: 12/249.
نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 48