نام کتاب : حقوق الأولاد النفسية والصحية نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 295
فقد قال a:(من كانت له بنت فأدبها فأحسن أدبها
وعلمها فأحسن تعليمها وأسبغ عليها من نعم الله التي أسبغ عليه كانت له سترا أو
حجابا من النار)[1]
و جاء في الحديث عن عائشة قالت: جاءتني
امرأة ومعها ابنتان لها، فسألتني فلم تجد عندي غير تمرة واحدة، فأعطيتها إياها
فأخذتها فقسمتها بين ابنتيها ولم تأكل منها شيئا، ثم قامت فخرجت وابنتاها، فدخل
علي النبي a فحدثته حديثها، فقال النبي a:(من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن
كن له سترا من النار)[2]
ففي هذا الحديث إخبار بأول جزاء يناله من
رزق إناثا، فأحسن إليهن، وبرهن، وهو أن هؤلاء البنات يقفن حجابا بينه وبين النار.
وقد عبر في الحديث عن هبة الإناث بأن ذلك
من البلاء، وهذا مما قد يساء فهمه، خاصة مع أن النص القرآني عبر عن هذا بالهبة،
وقد تكلم العلماء في توجيه هذا اللفظ[3]،
ومن الأقوال في ذلك:
1 ـ أن الناس
يكرهون البنات فجاء الشرع بزجرهم عن ذلك ورغب في إبقائهن وترك قتلهن بما ذكر من
الثواب الموعود به من أحسن إليهن وجاهد نفسه في الصبر عليهن.
2 ـ أن معنى
الابتلاء هنا الاختبار أي من اختبر بشيء من البنات لينظر ما يفعل أيحسن إليهن أو
يسيء ولهذا قيده في حديث أبي سعيد بالتقوى، فإن من لا يتقي الله لا يأمن أن يتضجر بمن
وكله الله إليه أو يقصر عما أمر بفعله أولا يقصد بفعله امتثال أمر الله وتحصيل
ثوابه.