نام کتاب : أحكام الطلاق والفسخ وآثارهما نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 299
الاستمتاع كما لو كان الجذام بالمرأة.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو اعتبار الأذى وعدم إمكان الشفاء والأمن من
العدوى في الجذام وغيره، فإذا تحققت هذه الاعتبارات الثلاثة، بأن كان غير مؤذ
لقلته أو لخفائه، وكان في نفس الوقت محتمل الشفاء، أو على الأقل أمن عدم الانتشار،
وأمن أن تحصل به العدوى لم يستحق أحد الزوجين الفسخ، بخلاف غياب أحد هذه
الاعتبارات.
طلب التفريق بعد الرضى:
اختلف الفقهاء فيما لو اختارت المقام معه،
ثم قامت بعد سنين بطلب التفريق بينها وبينه بسبب جذامه على قولـين[1]:
القول الأول: أنه يصح طلبها التفريق، وهو قول أشهب، لأن هذا أمر يشتد ضرره ويتزايد
أمره ولا يكاد يثبت على حالة واحدة.
القول الثاني: أن الإمام إذا خير زوجة الأجذم فاختارت المقام ثم
قامت بعد سنين لا حجة لها إذا كان رضاها عند السلطان أو غيره إذا أشهدت إلا أن
يتزايد أمره، وهو قول ابن القاسم، لأنها إذا رضيت المقام معه عند السلطان لزمها،
لأن السلطان قد حكم بإسقاط خيارها.
الترجيح:
نرى أن الأرجح في المسألة هو أنه ليس لها الفسخ بعد الرضى التام كما نص عليه
أصحاب القول الثاني إلا إذا تزايد الداء، أو خافت من العدوى، فلها الخيار في ذلك،
ولو