نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
قال:
فاصبروا إذا، فغضب أبو أيوب، وحلف أن لا يكلمه أبدا[1].
هذا سادتي
قليل من كثير من المظالم التي ارتكبت في حقكم، ثم يزعمون كذبا وزورا أنهم يحبون
الصحابة، ويعظمونهم، بل يجعلونهم وسيلة لتفريق صف الأمة، بينما هم يستعملون كل ما
لديهم من حقد ليصبوه عليهم.. فالصحابة عندهم ليست سوى قريش، ومن والاها، ووالى
طلقاءها.. أما من عداهم، فهم عندهم لا يساوون شيئا، وكأنهم لم يسمعوا قوله a: (يهلك الناس هذا الحى من
قريش)، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: (لو أن الناس اعتزلوهم؟)[2]
ومن
شك في ذلك فليذهب لكتب الحديث والفقه والتفسير، وليحسب عدد روايات أولئك الذين لم
يرض عنهم الطلقاء، وسيرى مبلغ الطرد الذي تحقق لهم.. فمن العجيب أن أبا حميد الساعدي[3] الذي توفي بعد أبي هريرة
بثلاث سنوات، (توفي بعد عام 60 هـ)، وسبقه إلى الإسلام، بل كان من البدريين، ومع
ذلك لم يرووا عنه سوى ثلاثة أحاديث.. فهل يعقل أن يصحب رجل رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم كل تلك المدة، ويرى بدرا وأحدا
والأحزاب، وغيرها كثير، ومع ذلك لا يروي إلا ثلاثة أحاديث؟ومثله أم سلمة زوج النبي
a[4] التي توفيت بعد أبي
هريرة بأربع سنوات (توفيت سنة 61 هـ)، ومع ذلك لم ترو سوى 158حديثا.. مع أنها كانت
من السابقين للإسلام، وهاجرت للحبشة، ثم عادت مع زوجها أبي سلمة، وتحاصرا في الشعب
مع بني هاشم،