نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
ولم
يشترك أحد غيرهما مع بني هاشم.. وسبب ذلك التقصير في الرواية عنها هو موقفها
المتشدد من معاوية والفئة الباغية معه، فقد كانت معارضة شديدة للعن الإمام علي على
المنابر، ورثت الحسين، وروت فضائل أهل البيت.. ولذلك لا يكادون يذكرونها أو يهتمون
بها، لأنهم يرتبون أمهات المؤمنين بحسب مواقفهم من معاوية، لا بحسب كونهن أمهات
المؤمنين.
ومثلهما
صالح شقران[1] مولى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي توفي بعد أبي هريرة بثلاثة عشر عاماً (توفي
عام 70 هـ)، ومع ذلك لم يرووا عنه سوى حديث واحد فقط، رغم أنه بدري، ومولى للنبي a،
والمولى أقرب من غيره[2].. ومع ذلك لم يرووا عنه إلا حديثا واحدا فقط.. وسبب ذلك بسيط، وهو أن
صالحا كان قد قاتل مع الإمام علي بصفين، وهو مولى للنبي a نفسه، وكل ذلك ساهم في (إماتة
حديثه وسيرته، كل تلامذة أبي هريرة بقوا بعد أبي هريرة في المدينة ثلاثة عشر
عاماً، وقد انقطع حديث أبي هريرة بموته، فلماذا لم يبحثوا عن صحابة كشقران؟)[3]
[1] وهو مولى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، واسمه صالح
بن عديّ، قال ابن حجر: (وكان حبشيا، يقال أهداه عبد الرّحمن بن عوف لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ويقال
اشتراه منه فأعتقه بعد بدر، ويقال: إن النّبيّ a ورثه من أبيه هو وأمّ أيمن، ذكر ذلك البغويّ عن زيد بن أخرم، سمعت
ابن داود يعني عبد اللَّه الخريبي يقول ذلك.. وقال أبو حاتم: يقال إنه كان على
الأسارى يوم بدر، وكذا حكى ابن سعد، وزاد: لم يسهم له لكونه مملوكا، لكن كان كلّ
من افتدى أسيرا وهب له شيئا، فحصل له أكثر مما حصل لمن شهد القسمة) انظر: الإصابة
في تمييز الصحابة (3/ 284)
[2] ومن دلائل قربه من رسول
الله a ما رواه التّرمذيّ، عن شقران، قال: أنا واللَّه طرحت القطيفة تحت
رسول اللَّه a في القبر. ورواه ابن السّكن من طريق ابن إسحاق عن الزّهري عن علي
بن الحسين، قال: نزل في قبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم العبّاس، والفضل، وشقران، وأوس بن خولي، وكان شقران قد أخذ قطيفة
كان النبيّ a يلبسها فدفنها في قبره.
[3] علم الحديث - أمانة أهل
الحديث... في الميزان، للشيخ حسن بن فرحان المالكي.
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35