نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262
وحدث الأعمش
عنك قال: سمعتهم يذكرون أن حذيفة قال لسلمان: يا أبا عبد الله ألا أبني لك بيتاً؟
قال: فكره ذلك، قال: رويدك حتى أخبرك: إني أبني لك بيتاً إِذا أضجعت فيه رأسك من
هذا الجانب ورجلاك من الجانب الآخر، وإذا قمت أصاب رأسك. قال سلمان: كأنك في نفسي[1].وقد
ظللت على هذا المنهاج تمثل الدين والقيم النبيلة، وتدعو إليها بلسانك وفعالك إلا
أن توفاك الله تعالى، وأنت محافظ على العهود، غير مغير ولا مبدل، وقد روي أنَّ سعدا
دخل عليك يعودك في مرض موتك، فبكيت، فقال لك سعد: ما يبكيك؟ تلقى أصحابك، وترد على
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الحوض، وتُوفي رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم وهو عنك راضٍ، فقلت: (ما أبكى جزعاً من الموت ولا حرصاً على الدنيا؛
ولكنَّ رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عهد إلينا فقال: (ليكن بُلْغة أحدكم من الدنيا كزاد الراكب)، وهذه
الأساود حولي ـ ولم يكن حولك حينها سوى مِطْهرة أو إِنجانة ونحوها.عندما رأى سعد ذلك
تأثر كثيرا، ثم طلب منك أن تنصحه، فقلت: (اذكر ربَّك عند همَّك إذا هممت، وعند
حكمك إذا حكمت، وعند يدك إذا قسمت) [2]وحدث عنك عامر بن
عبد الله، قال: (حين حضر الموت سلمان الخير، عرفوا منه بعض الجزعِ، فقالوا: ما
يجزعك يا أبا عبد الله؟ وقد كانت لك سابقة في الخير، شهدت مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم مغازي حسنة وفتوحاً
عظاماً، فقال: يجزعني أنَّ حبيبنا a حين فارقنا عهد إِلينا قال: (ليَكْفِ المرءَ منكم كزادِ الراكب، فهذا
الذي أجزعني)، فجُمع مال سلمان
[1]
رواه أبو نعيم في الحلية، حياة الصحابة (2/ 545)
[2]
رواه ابن ماجة، 4104، وأبو نعيم في الحلية، حياة الصحابة (2/ 545)
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 262