responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261

تراه بعينك في أولئك الذين أثروا ثراء فاحشا.

وهكذا كنت تسير في حياتك سيرة المنتجبين من أصحاب رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم الذين حافظوا على العهود، ولم تستهوهم الدنيا ولا أهواءها، فالدنيا هي الشباك التي يصطاد بها الشيطان من يريد جرهم لتحريف الدين، كما قال تعالى عن أهل الكتاب من قبلنا: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُوا الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الْأَدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِنْ يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا مَا فِيهِ وَالدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴾ [الأعراف: 169]

ومما يروى عنك في ذلك ما رواه عطية بن عامر، قال: رأيت سلمان الفارسي أكره على طعام يأكله، فقال: حسبي حسبي فإني سمعت رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يقول: (إن أكثر الناس شبعا في الدنيا أطولهم جوعا في الآخرة) [1]وحدث أبو عبد الرحمن السُّلمي عنك، أنهم لما رأوا حالك من الزهد والفاقة، وفروا لك بيتا بكندة لتسكنه، فلما رأيته، قلت: (ارجعوا آجركم الله.. أمحموم بيتكم، أم تحولت الكعبة في كندة؟)، فقالوا: ما بيتنا بمحموم، ولا تحولت الكعبة في كندة.. ثم لم تدخله حتى نُزع كل ستر البيت غير ستر الباب، فلما دخلت رأيت متاعاً كثيراً فقلت: لمن هذا المتاع؟ قالوا: متاعك، قلت: (ما بهذا أوصاني خليلي a.. أوصاني خليلي أن لا يكون متاعي من الدنيا إلا كزادِ الراكب).. ورأيت خدماً فقلت: لمن هذا الخدم؟ فقالوا: خدمك وخدم أهلك، فقلت: (ما بهذا أوصاني خليلي a) [2]


[1] حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (1/ 198)

[2] رواه أبو نعيم في الحلية، حياة الصحابة (3/ 489)

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 261
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست