responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 260

بعضها، وإذا خرج عطاؤه أمضاه، ويأكل من سفيف يده[1].

وهكذا وردت الروايات الكثيرة، والتي تدل على القيم الإسلامية العظيمة، وترد في نفس الوقت على تلك التحريفات التي حولت الحكم الإسلامي إلى ملك عضوض.

ولم تكن تكتفي بذلك.. بل كنت تحذر بكل قوة ـ مثل إخوانك من المنتجبين ـ المسلمين من تلك الأموال التي جبوها من كل بلاد الله، والتي أُمروا بهدايتها، لا بجباية أموالها، وقد روي أنك خاطبت من فرح ببعض الغنائم، مذكرا لهم بما ستصير إليه تلك الأموال واستعمالها في حرب آل بيت النبوة، فقلت: (إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد، فكونوا أشد فرحاً بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم)[2] وروي أنك مررت بكربلاء، فقلت: ما تسمون هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء. فقال: هذه مصارع إخواني، هذا موضع رحالهم، وهذا مناخ ركابهم، وهذا مهراق دمائهم، يقتل بها ابن خير الأولين، ويقتل بها خير الآخرين) [3]لقد قلت ذلك في غزوة بلنجر سنة اثنتين وثلاثين للهجرة، أي قبل واقعة كربلاء بثلاثين سنة[4].. وكل ذلك ليس رجما بالغيب، وإنما لما علمك رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم من علوم الفتن وما سيحصل للأمة من تغيير وتبديل.

وهكذا كنت تظهر لهم بمظهر الزهد والتواضع، لا من باب تحريم ما أحل الله، وإنما للتحذير من السعي وراء الدنيا، ثم استعمال الدين وسيلة لاقتناصها، مثلما كنت


[1] رواه أحمد، 23711، وابن سعد، حياة الصحابة (2/ 545)

[2] الكامل 4 / 42.

[3] فتوح البلدان / 406.

[4] الكامل 3 / 132.

نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 260
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست