نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 215
وهكذا
ظلت تلك الطمأنينة الإيمانية مصاحبة لك في جميع أحوالك، ولذلك كنت تبذل أضعاف
طاقتك حتى تستطيع أن تعطي تلك الطمأنينة حقها، وقد روي في الحديث عن أبي سعيد قال:
(كنا ننقل لبن المسجد لبنة لبنة، وكان عمار ينقل لبنتين لبنتين، فمر به النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم، ومسح عن رأسه
الغبار، وقال: (ويح عمار تقتله الفئة الباغية، عمار يدعوهم إلى الله، ويدعونه إلى
النار) [1]
وكنت
حينها، وأنت في ذلك الموقف فرحا جذلان تنشد قائلا:
لا يستوي من يعمر المساجدا
يظل فيها راكعاً وساجدا
ومن تراه عانداً معاندا
عن الغبار لا يزال حايدا
وهذان
البيتان يلخصان فهمك للدين الإلهي المحمدي الأصيل الذي لا يستوي فيه السابقون مع
المتأخرين، والصادقون مع المبدلين، والموفون مع الناكثين.ولذلك كنت ترى الدين في
التسليم المطلق لله ورسوله، فبمجرد أن جاء الأمر بالهجرة إلى الحبشة، رحت تنفذ أمر
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وبذلك كنت من أهل قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هَاجَرُوا
فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً
وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) الَّذِينَ صَبَرُوا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [النحل: 41، 42] [2]وكانت
تلك الطمأنينة هي السبب في ثباتك في كل المعارك التي خضتها مع رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
لتحمي الإيمان من تلك الجيوش التي ألبتها قريش أو غيرها عليك، وقد