نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 127
رحله
وطرح علي طرف المرط ثم ركع وسجد، وإنه لفيه فلما سلم أخبرته الخبر[1].
وهكذا
حصل لك في هذا الحديث، وباختيار رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لك، البشارة العظيمة، لا
بالجنة، وإنما بمرافقته فيها.. ولا بالمجان، وإنما نتيجة لعمل عظيم قمت به، ثم
استمررت في القيام به إلى آخر لحظات حياتك.
فقد
كنت وفيا لعهودك جميعا، تسير سيرة المنتجبين من أصحاب محمد a في زهدك وتواضعك وإخلاصك،
وبعدك عن التثاقل إلى الدنيا وأهوائها، وقد حدث محمد بن
سيرين عن حالك عندما وليت ولاية المدائن، فقال: كان عمر إذا بعث عاملا كتب في عهده
أن اسمعوا له وأطيعوا ما عدل عليكم، فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده أن
اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فخرج حذيفة من عند عمر على حمار موكف وعلى
الحمار زاده، فلما قدم المدائن استقبله أهل الأرض والدهاقين وبيده رغيف وعرق من
لحم على حمار على إكاف، فقرأ عهده إليهم، فقالوا: سلنا ما شئت، قال: أسألكم طعاما
آكله، وعلف حماري هذا ما دمت فيكم، فأقام فيهم ما شاء الله، ثم كتب إليه عمر أن
أقدم، فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق في مكان لا يراه، فلما رآه عمر على
الحال الذي خرج من عنده عليه أتاه فالتزمه وقال: أنت أخي وأنا أخوك[2].وعن ساعدة بن سعد بن حذيفة أن حذيفة كان يقول: ما من يوم أقر لعيني ولا
أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاما، ويقولون ما نقدر على قليل ولا
كثير وذلك أني سمعت رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (إن الله أشد حمية للمؤمن من الدنيا من
[1]
رواه مسلم (1788) وابن حبان (16/67) ، وأحمد (5 / 392)