نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 128
المريض
أهله الطعام. والله تعالى أشد تعاهدا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير)
[1]
وقد
ظللت على ذلك إلى آخر أيام حياتك، وقد ذكر بعض من حضر
احتضارك، أنك قلت في آخر لحظات حياتك: (لولا أني أرى أن هذا اليوم آخر يوم من
الدنيا وأول يوم من الآخرة لم أتكلم به، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على
الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح
من ندم)، ثم مت بعدها[2].
وعن
الحسن، قال: لما حضر حذيفة الموت قال: (حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، الحمد
لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها) [3]وعن
خالد بن الربيع العبسي قال: أتيناه وهو بالمدائن حتى دخلنا عليه جوف الليل، فقال
لنا: (أي ساعة هذه؟) قلنا: جوف الليل، أو آخر الليل، فقال: (أعوذ بالله من صباح
إلى النار)، ثم قال: (أجئتم معكم بأكفان؟) قلنا: نعم، قال: (فلا تغالوا بأكفاني،
فإنه إن يكن لصاحبكم عند الله خير، فإنه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها، وإلا يسلب
سلبا) [4]وعن
أبي مسعود، قال: لما أتي حذيفة بكفنه، وكان جديدا، قال: (ما تصنعون بهذا؟ إن كان
صاحبكم صالحا ليبدلن الله تعالى به، وإن كان غير ذلك ليترامن به رجواها