وكنت تحدثهم عن دور قريش في الفتنة،
فتقول: (والله لا تدع مضر عبدا لله مؤمنا إلا فتنوه أو قتلوه أو يضربهم الله
والملائكة والمؤمنون حتى لا يمنعوا ذنب تلعة)، فقال لك بعضهم: أتقول هذا يا عبد
الله وأنت رجل من مضر؟ فقلت: (لا أقول إلا ما قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم)[2]
وتقول
لهم: (لتضربن مضر عباد الله حتى لا يعبد لله اسم وليضربنهم المؤمنون حتى لا يمنعوا
ذنب تلعة) [3]
وكنت
تذكر لهم رؤوس الفتنة الذين لم يقتلوا مع ما ورد في الأمر بذلك، فقد حدث زيد بن
وهب قال: كنا عند حذيفة فقال: (ما بقي من أصحاب هذه الآية: ﴿فَقَاتِلُوا
أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ﴾
[التوبة: 12] إلا ثلاثة، ولا من المنافقين إلا أربعة، فقال أعرابي: إنكم أصحاب
محمد a تخبروننا فلا ندري، فما بال هؤلاء
الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعلاقنا؟ قال: (أولئك الفساق أجل لم يبق منهم إلا
أربعة أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء البارد لما وجد برده) [4]
وعندما سئلت عن قوله تعالى: ﴿فَقَاتِلُوا
أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ﴾
[التوبة: 12]، قلت: (لا عهد لهم.. ما قوتلوا بعد) [5]