نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 118
وكنت
تحذرهم من ذلك الموقف السلبي منهم، والذي كان سببا في حصول الفتنة القادمة، وهو
ذلك الموقف الذي لا يقف مع الباطل، ولكنه يخذل الحق، ثم يستعمله الباطل بعد ذلك
وسيلة لضرب الحق، ثم يضربه كما يضرب الحق، وكنت تحدثهم عن
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
أنه قال: (والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن
يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم)[1]
وكنت
تصف لهم التاريخ الإسلامي بدقة، وكأنك تراه رأي العين، وقد كان من أوصافك له ذلك
الحديث الذي لا يمكن لأحد يريد أن يعرف القراءة النبوية لحركة التاريخ أن يتجاهله،
فقد حدث بعضهم يذكر وصف حذيفة للفتن الأولى، فقال: قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا
فيه حلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث رجل، فقمت عليهم فقلت: من هذا؟ قيل:
حذيفة بن اليمان، فدنوت منه فسمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم عن الخير، وكنت
أسأله عن الشر، فعرفت أن الخير لم يسبقني، قلت: يا رسول الله: أبعد هذا الخير شر؟
قال: (يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه) قالها ثلاثا.. قلت: يا رسول الله،
هل بعد هذا الخير شر؟ قال: (فتنة وشر.. وهدنة على دخن).. قلت: يا رسول الله، ما
الهدنة على دخن؟ قال: (لا ترجع قلوب أقوام إلى ما كانت عليه)، ثم قال رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم: (ثم تكون فتنة
عمياء صماء، دعاته ضلالة)، أو