نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102
عزلت
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وعزلت أصحابه السابقين الصادقين.. وراحت تثني على معاوية، وترمي
حجرا وأصحابه وغيرهم من المظلومين في طيات النسيان، ولا تكتفي بذلك، بل تمارس نفس
جرائمها مع كل من يريد أن يحيي ذكرهم، أو يشير إليهم، أو يدعو لهم.. لأنهم لا
يريدون الإسلام الإلهي، وإنما يريدون الإسلام الشيطاني الذي أسسه معاوية وإخوانه
من الطلقاء، ومن ساندهم وناصرهم وضحى بوفائه من أجلهم.
وطبعا
لن أذكر الروايات التي وردت في مصادر الموالين لأهل بيت النبوة، فهم متهمون في كل
الأحوال، لذلك سأذكر المصادر التي يعتمدونها، والأشخاص الذين يثقون فيهم، حتى
يعلمون مقدار جرائم الطلقاء في حق الأصحاب الحقيقيين.
لقد
ذكر الطبري قصة مقتله مفصلة.. وسنقتبس مشاهد منها لتكون رمزا للوفاء في أجمل
معانيه.. وتكون كذلك رمزا للطغيان في أبشع صوره.. فقد احتوت قصته كلا الصورتين،
مثلما احتوت قصص جميع الأنبياء والصالحين قمة الطغيان مع قمة الإيمان.
وتبدأ
القصة كما يحكيها الطبري من خلال مصادره الكثيرة بتلك الشريعة التي شرعها معاوية،
وأضافها إلى الدين، وكلف بها كل الخطباء، واعتبرها علامة الإيمان والوثاقة، وهي سب
الإمام علي ولعنه، وتربية الأجيال، لأنه رأى أن تحريف الدين لا يمكن أن يتم في
حضور اسم الإمام علي، ولا اسم السابقين من إخوانه.. لذلك بدأت معركته من هذا
الباب.
وقد
ذكر الطبري أن معاوية بن أبي سفيان لما ولى المغيرة بن شعبة الكوفة في جمادى سنة
إحدى وأربعين دعاه، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: (أما بعد فإن لذي الحلم قبل
اليوم ما تقرع العصا، وقد قال المتلمس:
لذي الحلم قبل اليوم ما تقرع العصا
وما علم الإنسان إلا ليعلما
نام کتاب : رسائل إلى الصحابة المنتجبين نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 102