نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34
وكأن الله أعمى قلوبنا عن أن نقرأ قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِدَ
الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا﴾ [التوبة: 28]، فإذا كانت نجاسة
المشركين تحول بينهم وبين القرب من المسجد الحرام، فكيف تقبل العقول أن يكون الرحم
الذي آوى رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم أشهرا معدودات نجسا..
وكيف تقبل العقول أن يكون أول لبن تغذى به رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم نجسا؟
ليتنا في ذلك الحين جمعنا بين الآية الكريمة وقوله a: (ما ولدني من سفاح الجاهلية شيء وما ولدني الا نكاح كنكاح
الإسلام)[1]..
فهذا الحديث لا يكرمك فقط، بل يكرم كل آبائك وأجداك، وكل آبائه a من أبيه وأجداده.. فكلهم كانوا على الطهارة والصفاء
والإسلام.
لقد كان في إمكاننا أن نجد الأدلة الكثيرة التي تحافظ
على تلك المكانة في قلوبنا نحوك.. وكنا نتقن أن نجمع بين جميع الأدلة حتى لو شئنا
أن نحول الذئب خروفا لحولناه إلا عند الحديث عنك.. فقد كانت قلوبنا تعمى أن تبصر
الحقائق.
لقد استطعنا بذكائنا، وقدرتنا على التلفيق والجمع أن
نجعل من أبي سفيان بطلا من أبطال الإسلام، لا عدوا من أعدائه..
وقد استطعنا أن نحول من الجيش الذي لا يعدو بضعة آلاف
يوم فتح مكة، والذي بسبب رؤيته أسلم أبو سفيان كما حفظنا. لقد جعلنا من ذلك الجيش
معجزة أعظم من كل تلك المعجزات التي أظهرها رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم لقومه لكي يؤمنوا.. أعظم من معجزة شق القمر التي ذكر الله
موقف المشركين منها، وكان أولهم أبو سفيان، فقال: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ
[1] رواه الطبراني، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
(8/ 214)
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 34