نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 33
وتبهت إلى أن زالت.. وحلت مكانها صورة لامرأة أخرى كانت
تبغض ابنك بغضا شديدا..
لاشك أنك تعرفينها.. إنها هند بنت عتبة. تلك التي كنا
في صغرنا نبغضها لبغضها لرسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم.. وكنا لا ننسى أبدا
موقفها يوم أحد، يوم أخذت الدف هي ونسوة قريش، تضرب عليه خلف الرجال، وتحرض على
القتال، وهي تقول بكل وقاحة[1]:
إن تقبلوا نعانق
ونفرش النمارق
أو تدبروا نفارق
فراق غير وامق
ولا ننسى صورتها أبدا وهي تبقر بطن حمزة، وتلوكها، ثم
تلفظها، وهي تصرخ بأعلى صوتها[2]:
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
شفيت وحشي غليل صدري
فشكر وحشي على عمري
حتى ترم أعظمي في قبري
لكنا عندما كبرنا وتعلمنا، ونلنا الشهادات الجوفاء
الممتلئة بالغرور والكبرياء نسينا كل ذلك.. وملأنا قلوبنا بهند وبعلها وبنيها..
وصرنا نبشر بأن هندا وذويها كلهم في الجنة.. أما أنت يا أطهر أم في الدنيا.. فصرنا
نعتبرك من أهل النار.. وصرنا نحذر كل من يخالف هذا المعتقد بعذاب الله الشديد..
صرنا ــ بسبب ذلك التعليم
المحشو بالحقد ـ نرميك يا سيدة الموحدين بأنك مشركة،