نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35
وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً
يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ﴾ [القمر: 1، 2] وأعظم من معجزة
القرآن نفسه الذي ذكر الله تعالى موقف هند وأبي سفيان منه، فقال: ﴿ وَإِذَا
تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا
مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُوا
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا
حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأنفال: 30
ـ 32]
بل أعرضنا عن تدبر القرآن الكريم حين يخبر رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم بأنه لا أمل له في أولئك المشركين الكبار الذين أخرجوه،
وظاهروا على إخراجه، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ
عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (6) خَتَمَ
الله عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ
وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7)﴾ [البقرة: 6، 7]
لقد استطعنا أن نحول من كل أولئك المشركين أناسا
طيبين، بل مسلمين مخلصين، بل صحابة أجلاء لا يجوز تخطئتهم، ولا الكلام فيهم..
بل جعلناهم أولياء وقديسين حتى أنه لو صام أحدنا طول
عمره، فلم يفطر، وقام فلم يفتر، فإنه لا يمكنه أبدا أن يصل إلى المكانة التي حلها
أبو سفيان أو زوجه هند.
هكذا عُلمنا يا أشرف النساء وأطيبهم وأكرمهم.. فلا
تلومينا.. وسامحينا.. واشفعي لنا عند ربك.. فلا شك عندنا أن الذي اختارك لتكوني
أما لخير خلقه، قد جعل لك مكانة عالية، وجاها عريضا..
واشفعي لنا ـ سيدتي
ـ عند ابنك رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم الذي آذيناه بإيذائنا
لك.. ولم نراع حرمته.. ولم نراع تحذير الله من إذيته، حيث قال: ﴿إِنَّ
الَّذِينَ يُؤْذُونَ الله وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ الله فِي الدُّنْيَا
وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [الأحزاب: 57]
لقد تشبهنا ببني إسرائيل في إذيتهم لموسى عليه
السلام، ولأنبيائهم، مع أن الله حذرنا
نام کتاب : رسائل إلى القرابة المظلومة نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 35