نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 89
تَزِرُ
وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ﴾ [الزمر:7])
وهكذا كان من
وصاياك لبعض أصحابك قولك: (أنصف الناس من نفسك ومن خاصة أهلك، ومن لك
فيه هوى من رعيتك فإنك إن لم تفعل تظلم)[1]
ولهذا فقد
كثرت وصاياك لولاتك وغيرهم برعاية المظلومين والمستضعفين، وقد كتبت في عهدك إلى
مالك الأشتر: (ولا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم،
فإنهم صنفان إمّا أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق. يفرط منهم الزلل وتعرض لهم
العلل، ويؤتي على أيديهم في العمد والخطأ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب
وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه، فإنك فوقهم ووليّ الأمر عليك فوقك، واللّه فوق
من ولّاك)[2]
وقلت له:
(إيّاك ومساماة الله في عظمته، والتشبّه به في جبروته، فإن الله يذلّ كل جبّار، ويهين
كل مختال، وإيّاك والإعجاب بنفسك، والثقة بما يعجبك منها، وحبّ الإطراء، فإنّ ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه
ليمحق ما يكون من إحسان المحسنين)[3]
وقلت له فيه:
(وليكن أبعد رعيتك منك، وأشنأهم عندك، أطلبهم لمعايب الناس فإن في الناس عيوبا،
الوالي أحق من سترها، فلا تكشفن عما غاب عنك منها، فإنما عليك تطهير ما ظهر لك،
والله يحكم على ما غاب عنك، فاستر العورة ما استطعت يستر الله منك ما تحب ستره من
رعيتك. أطلق عن الناس عقدة كل حقد، واقطع عنك سبب كل وتر، وتغاب عن كل ما لا يضح
لك، ولا تعجلن إلى تصديق ساع، فإن الساعي غاش،