نام کتاب : رسالة إلى الإمام علي نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 88
واللّه،
اللّه في القرآن! لا يسبقكم بالعمل به غيركم) [1]
وقد حذرتهم
بشدة قبل استشهادك من أن يوقعوا العقوبة بمن لا يستحقها، فقلت: (يا بني عبد المطّلب، لا ألفينّكم تخوضون
دماء المسلمين خوضا، تقولون: قتل أمير المؤمنين، ألا لا تقتلنّ بي إلّا قاتلي.. انظروا
إذا أنا متّ من ضربته هذه، فاضربوه ضربة بضربة، ولا تمثّلوا بالرّجل؛ فإنّي سمعت
رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم يقول: (إيّاكم والمثلة! ولو بالكلب العقور)
بل إنك تركت
الأمر لأهلك، فإن شاءوا أن يعفوا عن القاتل فعلوا، وإن شاءوا القصاص فعلوا.. فقد
قلت في وصيتك للحسنين: (إني مقبوض في ليلتي هذه ولا حق برسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم، فاسمعا قولي وعياه. أنت يا حسن، وصيّي والقائم
بالأمر بعدي.. وأنت يا حسين، شريكه في الوصيّة، فأنصت ما نطق، وكن لأمره تابعا ما
بقي، فإذا خرج من الدنيا فأنت الناطق بعده والقائم بالأمر.. وعليكما بتقوى اللّه،
الذي لا ينجو إلّا من أطاعه، ولا يهلك إلّا من عصاه، واعتصما بحبله وهو الكتاب
العزيز، الذي ﴿لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ
خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد﴾ [فصلت:42]) [2]
ثم قلت
مخاطبا ابنك الحسن: (إنك وليّ الأمر بعدي، فإن عفوت عن قاتلي فذاك، وإن قتلت فضربة
مكان ضربة، وإيّاك والمثلة! فإن رسول الله صلیاللهعلیهوآلهوسلم
نهى عنها ولو بكلب عقور.. واعلم أن الحسين وليّ الدم معك يجري فيه مجراك، وقد جعل
اللّه تبارك وتعالى له على قاتلي سلطانا كما جعل لك، وإن ابن ملجم ضربني ضربة فلم
تعمل فثنّاها فعملت؛ فإن عملت فيه ضربتك فذاك، وإلّا فمر أخاك الحسين وليضربه أخرى
بحق ولايته، فإنها ستعمل فيه.. وإيّاك أن تقتل بي غير قاتلي؛ فإن اللّه عزّ وجل
يقول: ﴿ وَلاَ