responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 396

[مريم: 87]، وقال: ﴿ يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا ﴾ [طه: 109]

ولذلك كانت هذه المرتبة، نوعا من الجزاء المرتبط بالعمل، والذي يمكن لأي شخص أن يحصل عليه إن وفر من الأعمال ما يتيح له ذلك.

وهذا الجزاء معقول المعنى، ذلك أن أولئك الشافعين حصل لهم الكثير من الأذى في الدنيا، فاتهموا بالجنون والسحر، والكثير منهم قتلوا وشوهت سمعتهم، ولذلك كان ذلك الجاه العظيم الذي يحصلون عليه بفضل الشفاعة نوعا من التعويض لهم، فالجزاء من جنس العمل، كما قال تعالى: ﴿هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ﴾ [الرحمن: 60]

وأما ارتباطه بطالبي الشفاعة؛ فذلك لأن الإذن الإلهي لا يكون لكل الطالبين، بل هو خاص بالذين كانت لهم علاقة طيبة بالشافعين، أما أولئك الذين خالفوهم، وآذوهم؛ فيحرمون من ذلك، بسبب مواقفهم، وهو نوع من التربية لهم، حتى يعرفوا قيمة أولئك الذين آذوهم واحتقروهم، كما قال تعالى: ﴿فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: 48]

ب ـ قابلية الشافع:

ذلك أن الشفاعة مثل المحاماة مرتبة من المراتب التي لا ينالها إلا المستحقون لها، ولذلك هي نوع من أنواع الجزاء المرتبطة بهم، والمتناسب مع أعمالهم.

ومن خلال النصوص المقدسة يمكننا أن نكتشف الكثير من الصفات التي ترتبط بهؤلاء، والتي أهلتهم لهذه المرتبة الرفيعة، والجاه الحقيقي العريض، وأولها الرحمة، ذلك أن الشفاعة تنبع من رحمة الشافع بالمشفوع له، ولذلك يتدخل طالبا الإذن الإلهي في أن يشفع فيه.

ولهذا أخبر رسول الله a أن أبعد الناس عن الشفاعة اللعانين الذين يسارعون إلى لعن إخوانهم من غير سبب، فأمثال هؤلاء لا يمكن أن يكون في قلوبهم من الرحمة ما

نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست