نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 397
يؤهلهم
لهذه المرتبة الرفيعة، قال رسول الله a: (إن اللعانين لا يكونون
شهداء ولا شفعاء يوم القيامة)[1]
وهكذا
كان أول الشفعاء وأعظمهم هو رسول الله a بما آتاه الله من رحمة، كما
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾
[الأنبياء: 107]
بل إن
الله تعالى سماه باسمين من أسماء رحمته، فقال: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ
مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، ففي هذه الآية تصريح
بما كانت عليه طبيعة رسول الله a من حب
للخير والرحمة على كل الخلائق، ولهذا قال a: (إن اللّه لم يحرم حرمة إلا
وقد علم أنه سيطلعها منكم مطلع، ألا وإني آخذ بحجزكم أن تهافتوا في النار كتهافت
الفراش والذباب)[2]
ولهذا
نال رسول الله a ذلك المقام الرفيع الذي لم ينله غيره، حيث أعطي
الشفاعة في الموقف، كما شرحنا ذلك سابقا.
وهكذا
يشفع سائر الأنبياء والأئمة الدعاة إلى الحق، لما أودع الله تعالى في قلوبهم من
الرحمة بأممهم، وحرصهم على إيمانهم، وحرصهم على الذين اتبعوهم بإحسان.
وهكذا
ورد في القرآن الكريم الإخبار عن شفاعة الملائكة، لعلاقتهم بالبشر، ولعدم اختلافهم
عن الرسل في الرحمة المودعة فيهم بمن يستحق ذلك، كما أخبر الله تعالى عن دعائهم
للمؤمنين في الدنيا، قال تعالى: ﴿ الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ
حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ
لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ
لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (7)
رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ
آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيمُ (8) وَقِهِمُ السَّيِّئَاتِ