نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395
ونفى
عنه الشفاعة التي لم يأذن فيها الله تعالى، قال تعالى:﴿ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ
أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة:80)، وقال:﴿
سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ
يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ
الْفَاسِقِينَ﴾ (المنافقون:6)
ونفى
عنه أي سلطة في التوبة أو المغفرة أو العذاب، قال تعالى:﴿ لَيْسَ لَكَ مِنَ
الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ
ظَالِمُونَ﴾ (آل عمران:128)، أي ليس لك من الحكم شيء في عبادي إلا ما أمرتك
به فيهم.
وكل
هذه الآيات القرآنية وغيرها تنفي مفهوم الوساطة الذي يعني أي سلطة إلهية تخول
للرسول ما يكون خاصا بالألوهية، ولهذا، لما قال الله تعالى للمسيح عليه السلام:﴿
أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ
اللَّهِ﴾ (المائدة: 116) رد المسيح عليه السلام بقوله:﴿ سُبْحَانَكَ
مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ
عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ
أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ
اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ
فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ﴾ (المائدة:117)
ونحب
أن ننبه هنا إلى أن الإذن الإلهي ليس كما يتوهم البعض أنه غير معقول المعنى، ولهذا
يذكرون أن الله يأذن في الشفاعة فيمن لم يعمل خيرا قط، بل إن الإذن الإلهي ـ كما
تدل النصوص المقدسة ـ قائم على العدالة المطلقة، ولذلك يرتبط بكلا الجهتين:
الشافعين، وطالبي الشفاعة.
أما
ارتباطه بالشافعين؛ فيدل عليه، اعتبار الشفاعة مقاما من المقامات الكريمة التي لا
يشرف بها إلا خاصة الناس من المؤمنين تكريما لهم عند الله، بناء على أعمال عملوها،
وجهود بذلوها، كما قال تعالى: ﴿لَا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ
اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْدًا ﴾
نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 395