نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 331
شهداء»[1]، وفي رواية: «وجبت إنكم شهداء الله في الأرض»[2]
وللأسف،
فإن هذا الحديث استخدم طائفيا استخداما بشعا حيث صرنا نرى في الواقع تلك الدعاوى
التي يتصور أصحابها أنهم الفرقة الناجية، فيضمنون لأنفسهم الجنة، ولأعدائهم أو من
يكرهون النار، وكأن الله تعالى قد أعطاهم مفاتيح الجنان والنيران يدخلون فيهما من شاءوا،
وشاءت لهم أهواؤهم.
ولم
يكن هذا خاصا بصغار الدعاة، بل إنه شمل كبارهم للأسف، بل شمل من يدعون أنهم مشايخ الإسلام
والأوصياء عليه، ومن ذلك قول ابن تيمية: (وكذلك من أجمعت الأمة على الثناء عليه، فإننا
نشهد له بالجنة، فمثلاً: الأئمة: أحمد، والشافعي، وأبو حنيفة، ومالك، وسفيان الثوري،
وسفيان بن عيينه، وغيرهم من الأئمة رحمهم الله، أجمعت الأمة على الثناء عليهم، فنشهد
لهم بأنهم من أهل الجنة) [3]
وتبعه
على هذا الشيخ ابن عثيمين الذي راح هو الآخر يشهد لابن تيمية بالجنة، ويشهد لأعدائه
بالنار، حيث قال في [شرح رياض الصالحين]: (وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أجمع الناس
على الثناء عليه إلا من شذ، والشاذ شذ في النار، يشهد له بالجنة على هذا الرأي)[4]
وهذا
كله يخالف ما ورد في الحديث عن أم العلاء، وكانت بايعت رسول اللّه a
قالت: (طار لهم في السكنى حين اقترعت الأنصار على سكنى
المهاجرين عثمان بن مظعون، فاشتكى عثمان فمرَّضناه حتى إذا توفي أدرجناه في
أثوابه، فدخل علينا رسول اللّه a،