نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 330
الحياة،
وهي صورة ارتباطات مادية حيوية بعضها ببعض، وكما أن العلم الحديث يقر بوجود حياة
في الخلية الواحدة، سواء كانت ضمن نسيج واحد أو كانت مستقلة منفردة؛ فكذلك تنبئنا
النصوص المقدسة أن الكون كله حي جملة وتفصيلا، وكل ذرة فيه أو ما دونها كائن حي له
حقيقته التي استدعت وجوده، كما أن له صورته التي نعرفه من خلالها، وقد قال بديع
الزمان النورسي مبينا هذه الحقيقة وأثرها النفسي: (فالكونُ بجميع عوالمه حيّ ومشع
مضئ بذلك التجلي، وِالاّ لأصبح كل من العوالم ـ كما تراه عين الضلالة ـ جنازة
هائلة مخيفة تحت هذه الدنيا المؤقتة الظاهرة، وعالماً خرباً مظلماً)[1]
وهكذا
ورد في الروايات والآثار ما يدل على شهادة الزمان الذي تم فيه العمل، ففي الحديث
عن رسول الله a
أنه قال: (ليس من يوم يأتي على ابن آدم إلا ينادى فيه يا ابن آدم: أنا خلق جديد،
وأنا فيما تعمل عليك غدا شهيد، فاعمل في خيرا أشهد لك به غدا فإني لو قد مضيت لم
ترني أبدا قال: ويقول الليل مثل ذلك) [2]
وهكذا
ورد ما يدل على شهادة الإنسان على أخيه الإنسان في حدود ما يعلم، سواء عاش في زمنه
أم لم يعش، ففي الحديث أن رسول الله a مر بجنازة، فأثنوا عليها
خيرا، فقال النبي a: «وجبت» ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال:
«وجبت» فقيل له: ما وجبت؟ قال: «هذا أثنيتم عليه خيرا، فوجبت له الجنة، وهذا
أثنيتم عليه شرا، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض) [3]، وفي رواية قال a: «إن بعضكم على بعض