نام کتاب : أسرار ما بعد الموت نویسنده : أبو لحية، نور الدين جلد : 1 صفحه : 332
فقلت:
(رحمة اللّه عليك أبا السائب شهادتي عليك، لقد أكرمك اللّه تعالى، فقال رسول اللّه
a:
(وما يدريك أن اللّه تعالى أكرمه؟)، فقلت: (لا أدري بأبي أنت وأمي)، فقال رسول
اللّه a: (أما هو فقد جاءه اليقين من ربه وأني لأرجو له الخير، واللّه ما
أدري وأنا رسول اللّه ما يفعل بي)، قالت، فقلت: (واللّه لا أزكي أحداً بعده أبداً)[1]
ولذلك
فإن قوانين الشهادة في الآخرة ممتلئة بالعدالة، فلا يمكن الثقة في كل الشهود، بل
يحتاجون إلى تمحيص كبير حتى تقبل شهادتهم.
وهكذا
أخبر رسول الله a أنه يمكن للشخص أن يشهد في حدود ما يعلم، ولو لم
يعايش ما شهد عليه، بناء على ما لديه من المعطيات، وقد ورد في الحديث أن رسول الله
a
قال: (يدعى نوح يوم القيامة، فيقول لبيك وسعديك يا رب.فيقول: هل بلغت؟ فيقول: نعم.
فيقال لأمته: هل بلغكم؟فيقولون: ما أتانا من نذير! فيقول: من يشهد لك؟ فيقول: محمد
وأمته، فيشهدون أنه قد بلغ) [2]
وفي
حديث آخر قال a: (يجيء النبي يوم القيامة ومعه الرجل، والنبي ومعه
الرجلان وأكثر من ذلك؛ فيدعى قومه، فيقال لهم: هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال
له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال له: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته فيدعى
بمحمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟
فيقولون: جاءنا نبينا a؛ فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا، فذلك قوله عز وجل: ﴿
وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ
وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة: 143])[3]
ومن
آخر الشهود الذين ورد ذكرهم في النصوص المقدسة، والذين لا تتم شهادتهم