responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145

الواهب الوحيد له.. ولذلك فإن من لم يتنور بنور الله، واستكبر أن يقتبس من تلك السرج المنيرة التي أرسلها الله لعباده ليشعلوا مصابيح الهداية في قلوبهم، لن يصلوا إلى شيء، وسيظلون غارقين في الظلمات.. فـ {مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ} [النور: 40]

ولذلك فإن أولئك التنويريين وإن أشعلوا كل مصابيح بيوتهم ومدنهم، إلا أنهم بغفلتهم عن إشعال مصابيح قلوبهم من مشكاة النبوة صاروا ظلاميين، وغارقين في الظلمات.. كما بين ذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ } [النور: 39، 40]

لا تتوهم يا بني أنني أبالغ حين أذكر هذا.. أو أنني أدعو إلى التخلف، ونبذ كل تقدم علمي.. أو أقف ضد كل حضارة ورقي وتطور.. أنا لا أفعل ذلك.. وإنما أقف ضد استغلال النور والتنوير في ذلك كله.

فأولئك الواهمون يتصورون أنه لا يمكن أن نشعل مصابيح المدن إلا بعد إطفاء مصابيح القلوب.. أو يتوهمون أن مصابيح القلوب يمكنها أن تنير لهم من غير السرج الإلهية التي لا يمكن لأحد أن يبصر الحقائق من دونها.

لذلك كان ادعاؤهم للتنوير كذبا وزورا وخداعا.. فالله تعالى ما حرم علينا أن نضيء مصابيح مدننا، ولا حرم علينا السعي في الأرض، ولا حرم علينا كل مظاهر التقدم والتطور والرفاه المتناسب مع الإنسان.. وإنما حرم علينا السقوط في أوحال الهوى، والإعراض عن النبوة، والاستضاءة بمصابيح الشياطين.

نام کتاب : هكذا تكلم لقمان نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست