تحت سيطرة الشيوعيين، وفصل بينهما بجدار، ولو اطلعت
على هذا الجدار وما يسلط عليه من أضواء; لعجبت وهلعت، هناك شبكة من الأسلاك
الكهربائية التي تصعق كل من يمسها أو يقترب منها، وكم من الناس صعقوا على هذا
الجدار وهم يحاولون الهرب من جحيم الشيوعية الى برلين الغربية.
لقد تحدثت
الصحف الغربية في شهر أيلول (1979م) عن قصة عجيبة، قصة هرب أسرتين من برلين
الشرقية; بقيت الأسرتان تجمع قطعا من محلات كثيرة مختلفة حتى ركبتا منطادين ثم
خاطرتا بأنفسهما وركبتا المنطادين وطاروا إلى برلين الغربية.
وأما اللجوء
السياسي للأدمغة الهاربة، ومن أناس من جميع القطاعات، وعلى جميع المستويات: فنانين
ورياضيين وصحفيين وكتاب، والكل ناقم ساخط يتنفس الصعداء بمجرد فتح أقفال الستار
الحديدي الأحمر.
لقد أبادت
الثورة البلشفية عشرات الملايين من أعدائها، ثم عادت تصفي جنودها، سحقت ثلاثة
أرباع قيادات الحزب في روسيا.. كان مجلس الشعب سنة (1936م) 21 شخصا لم يبق منهم
بعد سنتين سوى خمسة والبقية أبيدوا.. وكان أعضاء اللجنة المركزية سنة (1938م) (71
شخصا)، ولم يبق منهم سنة (1938) سوى (21) شخصا، وأما الباقون: ثلاثة ماتوا طبيعيا،
واحد ذبح، و(36) اختفوا في منافي سيبريا، و(9) قتلوا بالرصاص، ومارشال انتحر.
لم يكن أي
إنسان يستطيع أن يتفوه بكلمة في داخل الإتحاد السوفياتي ضد الحزب؟.. ولم يكن أي
إنسان يستطيع الدفاع عن نفسه أو توكيل محام عنه؟!.. ألم تسمع بالتجربة التشيكية؟
قلت: لم
أسمع.
قال: عندما
حاولت تشيكوسلوفاكيا في (1968م) أن تدع الفكر الشيوعي، احتلت