حدوده، فهي مرة عشرة أمثال، وهي مرات عشرون مثلا أو
يزيد)[1]
قلت: ألم
تطبقوا المساواة التي هي شعاركم الأول الذي نعرفكم به؟
ضحك، وقال:
المساواة.. كيف تنتظر منا ـ نحن اليهود، شعب الله المختار ـ أن نطبق المساواه..
نعم.. لقد أزحنا الطبقية القديمة لنؤسس على أنقاضها طبقية جديدة.. طبقية يتربع الحزب
الشيوعي في قمة ةقممها.. فهو الذي يعيش، وبقية الشعب لا حياة له، وإن شئت أن تعلم
التفاصيل، فاقرأ كتاب( الطبقة الحاكمة) للكاتب اليوغسلافي ميلوفان دوجلاس[2]، الرجل الثاني بعد تيتو لترى الحقائق
المرة عن حقيقة التي المساواة التي خدعنا الشعوب بها.
قلت: والحرية
والديمقراطية؟
قال: كلها
شعارات مزخرفة.. خدعنا الكل بها.. لقد كان ماركس يرى أن ديكتاتورية البروليتاريا
ضرورية في البداية لتصفية الرجعية والبرجوازية، ثم تختفي الحاجة إلى السلطة
والدولة، وتسقط الدولة طبيعيا، وتدار الدولة بلا جيش ولا بوليس.. ولهذا درجت الدول
الإشتراكية على تسمية نفسها الديمقراطية الشعبية.
قلت: هكذا
يطلق على بلدي التي أنتمي إليها.. بل على كثير من بلدان المستضعفين.
قال:
يخادعونكم بذلك.. لقد كانت الديكتاتورية والظلم تزدادان يوما بعد يوم، وكل الناس
في المجتمعات الإشتراكية يعيشون داخل سجن حديدي.
فالفرد في
الإتحاد السوفياتي كان محروما من جواز السفر، ومن التنقل، ولو ملك الناس حرية
السفر لما بقي في روسيا إلا ثلاثة ملايين شيوعي.
لقد كان الشعب
كله يعيش بين مطرقة اللجان المركزية للحزب، وبين سندان قواعده.
لقد قسمت
برلين سنة (1945م) إلى قسمين الغربي تحت حكم الغرب والشرقي
[1]
التاريخ السري للعلاقات الشيوعية الصهيونية ص(197-198)