سقوطنا.. لقد كنا نصعد، وفي نفس الوقت نمد قوة السقوط
فينا بالمدد الكافي.
قلت: كيف
ذلك؟
قال: لقد كان
أولئك الشباب والمثقفين الذين ارتموا في أحضان مبادئنا، هم الذين اكتشفوا زيفها،
فخرجوا يائسين ساخطين.
يقول أحدهم مازحا
لرفيقه معبرا عن نفسية هؤلاء الشيوعيين الساخطين :( إن المعركة الفاصلة ستكون بين
الشيوعيين وبين من خرجوا على الشيوعيين)[1]
وكان
بيرتراند راسل ـ الفيلسوف البريطاني ـ أحد القلائل الذين أدركوا تهافت التطبيق
الماركسي منذ السنة الثالثة للثورة، فقد كتب كتابه (البلشفية بين النظرية
والتطبيق) الذي ألفه سنة (1920م)، ثم أعاد طباعته دون أن يحتاج إلى تغيير كلمة
واحدة.
وقد كان الفيلسوف
الفرنسي (أندريه جيد) متحمسا للشيوعية ويرى أن خلاص البشرية من آلامها سيكون في
ذلك الفردوس. وقد كان يقول عن الإتحاد السوفيتي :( إنه لم يكن مجرد الوطن المختار
أو المثال، أو مهبط الوحي، بل كان أكثر من ذلك وأسمى، لقد خيل إلي في البداية أن
أشق الأمور قد أنجزت، فكنت على استعداد لأن أوقع عن البشرية المعذبة دون قيد ولا
شرط)[2].. ولكن ما إن زار جيد سنة (1936م) روسيا حتى
تحطمت كل آماله، وعاد يائسا من الشيوعية وقال :( هل هنالك دولة أخرى في العالم قد
كان فيها الروح والعقل أقل حرية وأكثر ذلة واستعبادا وجبنا منها في السوفيات)
وقال يخبر عن
الحياة الخالية من البركة التي أسسها استبدادنا :( لقد كانت الوجبة الواحدة من
الطعام الذي يقدم الي تكلف (200-300) روبل بينما لا تزيد أجرة العامل عن (5)
روبلات في اليوم)