قال: بلى.. لقد سمعت كل هذا.. بل قد كنت أقول :( الدين
خرافة وجهل)، وفي المؤتمر الثالث للشباب قلت: (إننا لا نؤمن بإله، ونحن نعرف كل
المعرفة أن أرباب الكنيسة والإقطاعيين والبرجوازيين لا يخاطبوننا باسم الإله الا
استغلالا)
ومع ذلك، فقد
كان موقفنا مختلفا مع اليهودية.. فالثورة البلشفية، التي كنا سدنتها اعتبرت اليهود
شعبا مظلوما يحتاج إلى دينه ليستعيد حقوقه المغتصبة!!
لقد كنا
نتعامل مع العالم خلاف ما نتعامل به مع أنفسنا، ألم تقرأ ما جاء في قرار بني بيرث
(أبناء العهد اليهودية) سنة (1939م)، لقد جاء فيه بالحرف الواحد :( لقد نشرنا روح
الثورية التحررية الكاذبة بين شعوب الغير، لإقناعهم بالتخلي عن أديانهم بل بالشعور
بالخجل من الإعلان عن تعاليم هذه الأديان، ونجحنا في إقناع كثيرين بالإعلان جهارا
عن إلحادهم الكلي وعدم الإيمان بخالق البتة، وأغويناهم بالتفاخر بكونهم أحفاد
القرود، ثم قدمنا لهم عقائد يستحيل عليهم سبر أغوارها الحقيقية; كالشيوعية
والفوضوية التي تخدم مصالحنا وأهدافنا)[1]
وقد كنت أقول
:( إن الدين أفيون الشعوب، ولكن المحافظة على الدين اليهودي أمر ضروري لحياة الشعب
اليهودي المختار حتى ينالوا حقوقهم، لأنه لا يجمع بين إسرائيل إلا الدين)
قلت: لقد كان
مقتل الإمبراطور الإسكندر الثاني سببا في تغيير موقفكم من المحل الذي تبدأون منه
الثورة.
قال: ليس ذلك
وحده هو السبب، فهناك أسباب أخرى.. منها أنه كانت لنا ـ معشر يهود ـ دولة..