قلت: إن النيران كلما كثرت من حولها كلما ازدادا
غليانها.
قال: فقد
أوقد على مراجلنا آلاف السنين.
قلت: ماذا
تقصد؟.. أثورتكم بدأت منذ آلاف السنين؟
قال: أجل..
لقد بدأت مع ما كان يكيله لنا فرعون من أصناف العذاب.
قلت: لست
أفهم عنك.
قال: ما
بالك؟.. ألا تعقل؟
قلت: ما
أعقل؟
قال: ألست
تراني يهوديا.. وكل من حولي من اليهود.
قلت: لا حظت
ذلك.. ولكنك لم تبق يهوديا منذ تبنيت الشيوعية.. ألم يكن كارل ماركس يردد :( الدين
أفيون الشعوب)، ويردد معها: (إن الله لم يخلق الجنس البشري، بل الإنسان هو الذي
خلق الله)
ألم يكن ستالين
يقول: (يجب أن يكون مفهوما أن الدين خرافة، وأن فكرة الله خرافة، وأن الإلحاد
مذهبنا)
ألم تسمع ما تقول
برافدا السوفييتية :( نحن نؤمن بثلاثة: ماركس ولينين وستالين، ونكفر بثلاثة: الله،
الدين، الملكية الخاصة)[1]
إن الشيوعيين
ـ حتى يومنا هذا ـ لا يزالون يصدرون الكتب والمعاجم التي تؤكد نظرة زعمائهم
السابقين، ففي سنة (1967م) صدر المعجم الفلسفي في موسكو يردد نفس العبارة (الدين
أفيون الشعوب)، وقد ورد فيه :( الإسلام يبرر الظلم الإجتماعي، ويصد الناس عن
الكفاح الثوري، ويدفعهم إلى انتظار بليد للسعادة في الآخرة)[2]