سكت قليلا، واسترجع أنفاسه، ثم قال: نفيت أكثر من مرة..
وأخيرا استقر بي المقام في سويسرا مع سبعة من اليهود.. وقمنا للتخطيط للثورة في
روسيا.
أخرجنا حينها
مجلة اسمها (إسكرا) أي (الشرارة)، وكانت زوجتي اليهودية المتعصبة (تروبسكايا) هي
سكرتيرة التحرير، وكانت الأموال تغدق علينا من (جاكوب شيف) المليونير اليهودي صاحب
شركة (كوهين لوب) في نيويورك.. وكانت هذه الشركة إحدى الشركات الكبرى للبارون
اليهودي (هيريش) فولاها (جاكوب شيف).
لقد كنا نخطط
ـ حسب النظرية الشيوعية ـ لقيام الثورة في بريطانيا، ولأجل ذلك تسللنا إلى المناصب
الكبرى في بريطانيا، ولكن الأمر تغير بعد إعلان البيان الشيوعي سنة (1848م).
وفي سنة
(1897م) عقد هرتزل مؤتمر بال للمنظمات الصهيونية العالمية، وكان التأكيد على إقامة
الثورة البلشفية في روسيا، أحد بنود مقررات صهيون التي انبثقت عن هذا المؤتمر.
ثم حدث حادث
جلل، لقد قمنا باغتيال الإمبراطور الإسكندر الثاني سنة (1881م).. فاندفع الشعب
الروسي يعمل فينا تقتيلا وتشريدا، وأقاموا لنا مجازر كثيرة، فصممنا على الانتقام
من الشعب الروسي.
قلت: فبداية
الاستبداد كانت انتقاما إذن.
قال: أجل..
ألم تسمع من معلمك بأن الصراع يبدأ من النفوس.
قلت: أجل..
لقد قال لي :( يستحيل على من يعيش الحروب في الداخل أن يصنع السلام في الخارج،
فالخارج صدى الداخل، وكتاب الباطن يقرؤه لسان الظاهر، وكل إناء بما فيه يرشح)
قال: لقد كنا
نمتلئ حقدا.. أرأيت المرجل التي اشتعلت حولها النيران؟