responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 43

على منتهك الحرمات بأنواع الكفارات المشددة ليعيد لنفسه توازنها ويعيد لعقله سلطته على نفسه.

ولهذا فإن المؤمن يزداد قوة بإيمانه وبتسليمه لله وطاعته له واحتمائه بكنفه، وإيمانه لا يحول بينه وبين ما ينعم به من قوة، وإنما يوجهها ويزيدها ويرقيها، قال تعالى في خطاب نوح لقومه: ﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلْ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ﴾ (هود:52)

وهذه القوة التأييدية هي التي تجعل المستضعفين في الأرض قوى يحسب لها ألف حساب لأنها قوى لا تقهر، قال تعالى مخبرا عن الثلة المستضعفة التي كانت مع رسول الله صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم كيف كانت، وكيف صارت في كنف الله:﴿ وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ (الأنفال:26)

ويوم بدر كان المؤمنون فئة قليلة، وكان النبي صلی‌الله‌علیه‌وآله‌وسلم يراهم أمامه حفاة عراة جياعا فلا يرسل بطلب التموين، ولا يحزن لذلك، بل يرفع يديه يجأر إلى الله بقوله:( اللهم إنهم حفاة فاحملهم، اللهم إنهم عراة فاكسهم، اللهم إنهم جياع فأشبعهم)[1]

يقول الراوي مخبرا عن أثر هذا الدعاء العظيم:( ففتح الله له يوم بدر،


[1] رواه أبو داود (2747)

نام کتاب : لا تفرح نویسنده : أبو لحية، نور الدين    جلد : 1  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست