فانقلبوا حين
انقلبوا وما منهم رجل إلا وقد رجع بجمل أو جملين واكتسوا وشبعوا)
وقد ذكر الله ذلك
المشهد، وأمر بأخذ العبرة منه، فليس هو بالمشهد الخاص بأهل بدر، قال تعالى :﴿ قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ
الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ
يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ
يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُوْلِي الْأَبْصَار﴾ (آل عمران:13)
وقبل ذلك قال الله
تعالى لموسى عليه السلام وهو في بلاط الحاكم الذي تصور نفسه إلها وخضع له الكل
سجودا : ﴿ لَا تَخَفْ
إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلَى﴾(طه:68)
والقاعدة التي
يغرسها القرآن الكريم في القلوب المؤمنة به بصيغة المتكلم من الله تعالى هي الوعد
الذي يزرع في المؤمن القوة التي لا تقهر قوة الله تعالى،قال تعالى :﴿ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ
آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾(غافر:51)
ولهذا ينهانا الله
أن نحزن لأننا مستضعفون أو لأننا منهزمون أو لأن غيرنا أقوى منا، لأن المؤمن مادام
مع الله فهو الأقوى دائما، قال تعالى :﴿ وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمْ الْأَعْلَوْنَ
إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾(آل عمران:139)
ولهذا فإن الله
تعالى ينهانا عن الفرح البسيط الساذج بقوانا الضعيفة المحدودة، والتي ستنقلب
أحزانا عند زوالها كأحزان الملاكم العجوز الذي