وخور، قال تعالى
مخبرا عن المجلس الاستشاري لبلقيس مبينا أن القوة الجسمية وحدها لا تكفي بدون قوة
الرأي والتدبير:﴿قَالُوا نَحْنُ
أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا
تَأْمُرِينَ﴾(النمل:33)
ولذلك فإن القوة
الحقيقية في المفهوم الشرعي تتكامل مع الأمانة والرأي والحكمة لتخدم الحق وحده،
وبذلك تصبح من الأوامر الشرعية والتكاليف التي لا مناص للمؤمن من القيام بها، قال تعالى
:﴿ وَأَعِدُّوا
لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ
عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾(لأنفال:
60)
لأن أي عمل يستدعي
نوعا من القوة مناسبا لأدائه حتى أن ذا القرنين طلب عند بنائه السد أن يمدوه بقوة،
تعالى :﴿ قَالَ مَا
مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكمْ
وَبَيْنَهُمْ رَدْماً﴾
(الكهف:95)
وهنا نرى أدب ذي
القرنين حين قدم فضل ربه على طلب المعونة، فالقرآن الكريم ضرب المثل بذي القرنين
عن المؤمن القائد القوي.
والله تعالى أمر
بتوجيه قوانا نحو الأخذ بالتكاليف والتقيد بها والتمسك بحبلها لأنها علامة القوة
الحقيقية، ولا يمكن أن تؤدى أداء مثاليا إلا بالقوة، قال تعالى عن موسى عليه
السلام عندما أعطاه ألواح التوراة: ﴿
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا
لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا
سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ﴾(الأعراف:145)
وأمر يحي عليه
السلام بنفس الأمر،قال تعالى :﴿ يَا
يَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ ﴾