ومادام ذلك هو وصف
الله فإن كل ما يصدر عنه من خلق حسن وجميل لا عيب فيه ولا نقص ولا فطور،قال تعالى:
﴿الَّذِي أَحْسَنَ
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِنْ طِين﴾ (السجدة:7)، والإنسان من مخلوقات الله،
فلذلك كان في أحسن تقويم:﴿لَقَدْ
خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيم﴾ (التين:4)
والألف واللام
تفيدان استغراق جنس الإنسان في كل العصور، وكل الأماكن، وبكل الألوان، وكل
الأشكال.
ولهذا نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يسخر
من أي لون أو شكل لأنه سخرية من خلق الله، ومن سخر من خلق الله فكأنما سخر من الله
أو اعترض على الله في خلقه، ولهذا عظم a ما فعلته عائشة،
حين وصفت امرأة بالقصر بالإشارة دون اللفظ، قالت عائشة: حكيت للنبي a رجلا
فقال ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا قالت: فقلت:يا رسول الله إن صفية
امرأة، وقالت بيدها هكذا، كأنها تعني قصيرة، فقال: لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء
البحر لمزج[1].
وزيادة على ذلك
كله يخاطب القرآن الكريم برقة وحنان الذين تعذبوا بأجسامهم وأشكالهم ونفاهم الخلق
لدمامتهم بأن حسن غيرهم الذي يتيهون به عليهم لا يغني عنهم شيئا إن جاء أمر الله، لأن
الله أهلك من هو أحسن منهم منظرا وأجمل متاعا، قال تعالى:P وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ
قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا
[1]
رواه أحمد 6/128 وفي 6/136 و206 وأبو داود 4875 والترمذي 2502.