والفرح به
واعتباره حقيقة الإنسان ومحور وجوده ـ لا تأمر باحتقاره أو التهوين من شأنه، بل
تأمر عكس ذلك باحترامه، ولكن باعتبار صورته من الله، فمن أسماء الله تعالى المصور،
وتعظيم الاسم يستلزم احترام مقتضاه، وهذا الاعتبار يقي الإنسان مخاطر التيه بالجسد
واستشعار التميز به عن غيره، قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا
لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنْ
السَّاجِدِينَ﴾ (الأعراف:11)
ولهذا نهى النبي صلیاللهعلیهوآلهوسلم أن يضرب
الإنسان على وجهه، وعلل ذلك بأن الله خلق كل إنسان على صورة آدم عليه السلام، واحتقار
صورة أي إنسان أو إهانتها إهانة لأبينا آدم عليه السلام، قال a : ( إذا
ضرب أحدكم فليجتنب الوجه ولا يقل: قبح الله وجهك ووجه من أشبه وجهك، فإن الله عز
وجل خلق آدم على صورته)[1]
ونظر الإنسان إلى
الجسد بهذا الاعتبار يجعله يرى الحسن في كل صورة، لأن القاعدة التي ينطلق منها هي
أن الله هو أحسن الخالقين، كما ورد بذلك وصفه في خطاب إلياس عليه السلام لقومه، قال
تعالى: ﴿أَتَدْعُونَ
بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ﴾(الصافات:125)، وكما ورد وصفه كذلك به عند
تفصيل خلق الإنسان كل إنسان، قال تعالى: P ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا
الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ
لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ